• 19 Nov, 2025

نقاشات حول قضايا المدينة :

نقاشات حول قضية المواصلات في حمص

أزمة المواصلات في حمص: نقاش السكان بين السرافيس والوقود

تعاني مدينة حمص من أزمة مواصلات متصاعدة، حيث أصبح شكاوى السائقين والمواطنين تملأ مواقع التواصل والإعلام المحلي. من جهة السائقين، يوضح عدد منهم أن الربح الذي يحصلونه من تشغيل السرافيس (الميني‑باصات) لم يعد يغطي مصاريف الصيانة. فعندما فرضت الحكومة أجهزة التتبع “GPS” على هذه السرافيس، قللت تخصيص الوقود المدعوم لهم إذا لم يكملوا عددًا معينًا من الرحلات.

على سبيل المثال، يقول سائق يعمل في أحد خطوط النقل داخل حمص إن تقليص حصة المازوت من 9 لترات إلى 6 لترات في بعض الخطوط جعل الربح شبه معدوم بعد خصم تكلفة الزيوت وقطع الغيار.

هذا الوضع دفع بعض سائقي السرافيس إلى العمل “بالكاد” — كما وصفه أحدهم — أو حتى التفكير في ترك هذا العمل إذا استمر الضغط بهذه الطريقة.

من جانب الركاب، يرى كثيرون أن تركيب أجهزة GPS كان له جانب إيجابي في تنظيم الخطوط، لكنه لم يحسن تجربة التنقل اليومي. في بعض المناطق، لا تزال المواصلات غير منتظمة، والانتظار طويل جدًا.

كما أن بعض الركاب يعتقدون أن الأجرة لا تعكس زيادة التكاليف التي يتحملها السائقون، وأن التغيير الحقيقي لم يلمس في تحسين الخدمة.

وعندما نضيف إلى هذا الواقع ارتفاع أسعار المحروقات والتقلب في تخصيص الوقود المدعوم، تتضح صورة أزمة مركبة. وفق تقرير من “عين بلدي”، فإن ندرة المازوت في الحمّص ضربت قطاع النقل بشدة، ما أدى إلى توقف بعض الميني‑باصات أو عملها جزئيًا. 

هذه النقاشات الحقيقية بين السائقين والمواطنين تظهر بوضوح أن المشكلة ليست تقنية فقط، بل اجتماعية واقتصادية: السائق يشعر بضغط التشغيل، والراكب يشعر بتقلبات التنقل. من خلال هذه الحوارات، يمكن للمجتمع المحلي والسلطات إعادة النظر في آليات التوزيع والتنظيم: مثل تحديد أولوية الوقود للسرافيس، أو إعادة تعديلات الأجرة، أو تحسين النظام الرقابي بشكل يعيد التوازن بين مصلحة السائق وسلامة حياة الناس.

في خلاصة هذا النقاش، يبرز أن الطريق إلى حل أزمة المواصلات في حمص ليس بسيطًا، لكنه ممكن إذا ما تم الاستماع فعليًا لصوت المواطن وسائق الميني‑باص معًا، ووضع استراتيجية تشاركية تضمن كفاءة النقل واستدامته.